مقدمــــة
غني عن القول أن المكتبات ودور الوثائق والأرشيف عبر انبثاقها وتواجدها في
حضارات وادي الرافدين والنيل وسائر الحضارات القديمة قد مرت بتطورات متلاحقة من
حيث مبانيها، وأشكال مقتنياتها، وخدماتها، ووظائفها المتمثلة في حفظ النتاج الفكري
والحضاري وتنظيمه، وتسهيل مهمة استرجاعه ووضعه في خدمة المستفيدين، ان
التحولات الكبرى ، والتطورات الواسعة ، التي حدثت في المكتبات ، خلال السنوات
الماضية ، جعلت التخطيط لمكتبات المستقبل ، أمر في غاية الصعوبة ، اذ لم يعد أحد
يعرف بالضبط ، حاجات المكتبات المستقبلية ، وبخاصة ، في مجالات التعليم ، والبحث ،
فعندما ننظر الى التطورات العميقة الي
تجري ، في مجالات التعليم الجامعي ، ندرك ضرورة مواكبة المكتبة لها ، والمكتبة
كالبنك ، بحاجة الى كسب الثقة ، والأمان ، ورضي المستفيدين .
وفي الوقت الحاضر يعيش العالم عصر المعلومات، وعصر تتغير فيه المفاهيم والممارسات، عصر لا يسمح بالجمود وعدم التطور، إنما يطمح إلى التغيير والتنافس والتجاوب والبقاء مع الحاضر والواقع، هذا العصر ينظر إلى الفرد على أنه المصدر المباشر للمعرفة.
وفي الوقت الحاضر يعيش العالم عصر المعلومات، وعصر تتغير فيه المفاهيم والممارسات، عصر لا يسمح بالجمود وعدم التطور، إنما يطمح إلى التغيير والتنافس والتجاوب والبقاء مع الحاضر والواقع، هذا العصر ينظر إلى الفرد على أنه المصدر المباشر للمعرفة.
وعليه ما المقصود بالمكتبة الرقمية ؟ وما هي خصائصها
وبينتها ؟
المحور الأول: نبذة تاريخية
أول الأمر كان مع الشاب مايكل هارت في عام 1971 عندما قام بإنشاء أول مكتبة رقمية في تاريخنا المعاصر، وأطلق عليها اسم مشروع غوتنبرغ مخلدا بذلك اسم الرجل الذي اخترع الطباعة في القرن الخامس عشر، منهيا بذلك سيطرة رجال الكهنوت المسيحي على إصدار ونشر الكتب مؤذنا ببدء عصر التنوير في أوروبا وتمكين المواطن الأوروبي العادي من اقتناء وقراءة الكتب.
مايكل هارت هو غوتنبرغ العصر الرقمي.
موقع مشروع غوتنبرغ، فإنه لم يحتو على كثير من الميزات التي يمكن أن تجعل منه مكتبة رقمية كاملة، مثل إمكانيات البحث في النص، أو تصنيف الكتب ، وما إلى ذلك، ولا يحتوي الموقع حتى اليوم إلا على محرك بحث بسيط يبحث في الكتب حسب العناوين أو حسب اسم المؤلف. والسبب في ذلك هو أن هارت منذ البدء ليس بمهتم بالنواحي التقنية للموقع، وهدفه الوحيد، وحلم حياته، هو أن يضع أكبر كمية من الكتب الرقمية المجانية على الشبكة. ويحصل هارت على تمويله اليوم من الجامعة البندكتية في ولاية إلينوي،
ولكن هارت لم يكن وحده في جهوده الرامية إلى إنشاء أضخم مكتبة إلكترونية للنصوص الرقمية، حيث ظهر في أوائل التسعينيات مشروع واير تاب وهو موقع يستخدم إلى اليوم تقنية غوفر لتداول الملفات عبر الشبكة، ويحتوي على مجموعة هائلة من النصوص الرقمية المتخصصة، كنصوص المعاهدات والقوانين الدولية، والوثائق التقنية والعسكرية وما إلى ذلك.
وفي عام
1998 حصل أوكربلوم على درجة الدكتوراة في علوم الحاسوب وانتقل إلى جامعة بنسلفانيا حيث أخذ يعمل على الأبحاث المتعلقة بعلم المكتبات الرقمية في مكتبة الجامعة وقسم علوم الحاسوب ، مرتكزا على فهرسه الأساسي الذي طوره في جامعة كارنيغي ميلون والذي أصبح الآن جزءا من مراجع المكتبات الرقمية لدى جامعة بنسلفانيا ويحتوي الموقع اليوم على وصلات لعشرات الألوف من الكتب الإلكترونية المجانية باللغة الإنجليزية أو غير المجانية .
المحور الثاني
المفهوم والخصائص
أولا المفهوم[1]
:
المكتبة الإلكترونية Electronic Library ( E-Library )
ويقصد بها تلك المكتبة التي تستخدم خليطا من مصادر
المعلومات التقليدية كالكتب الورقية والإلكترونية كالأقراص المدمجة أو الشبكت
المتنوعة .
المكتبة المهيبرة /
أو المهجنـةHybrid Library ويقصد بها تلك المكتبة التي تعتمد الطرق
والأنظمة التقليدية والرقمية فى الوقت نفسه (أي أنها مزيج بين التقليدي و الرقمى
).
المكتبة الإفتراضية
Virtual Library وهى تشكل روابط لعدد من المكتبات الرقمية ومن
المؤسسات لتقديم خدمة معينة من دون أن يعرف الباحث بالضرورة أين مصدر الخدمة ،
وتتم فيها معالجة البيانات وتخزين المعلومات واسترجاعها بالطرق الإلكترونيــة
الحديثة ، ويتم الإستفادة من جميع موادهـا وخدماتها بأى وقت من الأوقات ، وفى أي
مكان بالعـالم عبر الشبكة العالمية للمعلومات ، ومن ثم فهي تفتقد العنصر المادي
كمكان Physical ممــا يدعو البعض لإستخدام مصطلح مكتبات دون
جدران Libraries without walls
المكتبة الرقمية Digital Library
تعتمد على المصادر الرقمية بشكل كامل ، وهى
ليست وحدة مستقلة بذاتها وتعتمد على روابط لمصادرها كما يتوافر فيها العنصر
الإنساني مما يجعلها تتحول من مجرد برنامج حاسوب يقدم خدمة معينة إلى قــاعدة
معلومـــات تعمد إلى الأستجابة للأسئلة التي ترد من الباحثين .
تعريف المكتبة
الرقمية:
وقد ورد تعريف
المكتبة الرقمية فى معجم علوم المكتبات والمعلومات المتاح على الخط المباشر[2] ODLIS
على النحو التالى "المكتبة الرقمية هى التى تشتمل على قـدر من المصادر
المتاحة فى شكل مقرؤ آليا ويمكن الوصول إلى مصادرها عن طريق استخدام الحاسبات
الآلية ، ويمكن الوصول إلى محتوياتها الرقمية سواء محليا أم عن طريق الوصول أو
الاتصال عن بعد عن طريق شبكات الحاسبات الآلية . وقد كانت البدايـة باتاحة الفهارس
فى الشكل المحسب أو الفهـارس الآلية ، ثم انتقل الحال إلى خدمت التكشيف والاستخلاص
الخاصة بالدوريات ، ثم إتاحة الدوريات ذاتها وعدد كبير من الأعمال المرجعية ،
وأخيرا نشر الكتب ، وعادة ما يشار للمكتبات الرقمية فى الإنتاج الفكرى المتخصص
باختصار D.Lib. "
ويعرفها عماد عيسى[3]
نقلا من كرستين بورجمان واخرون بانها" عبارة عن مجموعة من المصادر الإلكترونية
والتسهيلات الفنية المرتبطة بإنتاج وبحث المعلومات واستخدامها. ومن ثم تصبح تلك
المكتبات امتداداً وتطوراً لنظم اختزان واسترجاع المعلومات، التى تعالج البيانات
الرقمية فى أى وسيط (نص، صور، صوت، صورثا بتة ومتحركة) والمتاحة على شبكات موزعة.
ويشتمل محتوى المكتبة الرقمية على البيانات وواصفات البيانات (الميتاداتا) التى
تصف أشكالاً متنوعة من البيانات (مثال: المُنشئ ، والعرض، والمالك، وحقوق النشر)،
وواصفات البيانات التى تتكون من روابط أو علاقات لبيانات أخرى أو واصفات أخرى سواء
داخل المكتبة الرقمية أو خارجها".
يعرفها أسامة لطفي[4]" المكتبة التي تقدم خدمات المعلومات لمستفيد غير موجود داخل جدران المكتبة ، وباستخدام
مصادر المعلومات المتاحة والموجودة داخل المكتبة
بعد تحويلها رقمياً وإتاحتها من خلال شبكة الانترنت" .
[1]
- موريس أبو السعد
ميخائيل. " النظم الرقمية وإسهاماتها في النهوض بخدمات المكتبات المتخصصة
" مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج6 ، ع2 ، (أكتوبر 2000م - مارس
2001م)، ص 142 .
[4]
اسامة لطفي. تطبيقات شبكة الإنترنت في المكتبات
ومراكز المعلومات: دراسة تجريبية(رسالة دكتوراة غير
منشورة)، 2000م

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق